روسيا تعزز ترسانتها النووية.. تقرير استخباراتي أمريكي يكشف التفاصيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل التصعيد المتواصل للحرب الروسية الاوكرانية ومخاوف من احتمال استخدام موسكو للترسانة النووية، كشفت تقييمات المخابرات الأمريكية السنوية النقاب عن تفاصيل صادمة حول الجهود الروسية لتعزيز قدراتها النووية وسط خسائر فادحة في الميدان بالحرب الروسية الأوكرانية.

اقرأ أيضًا: تقرير استخباراتي: واشنطن تسعى لإجهاض الانتخابات الروسية والتشكيك في نتائجها

 تؤكد المخابرات الأمريكية في تقريرها السنوي أن روسيا مستمرة في بناء ترسانتها النووية كطريقة لردع الخصوم المحتملين، حيث لا تزال موسكو تحتفظ بـ "أكبر وأكثر مخزونات الأسلحة النووية تنوعًا". 

ويشير التقرير إلى أن روسيا تنظر إلى أسلحتها الذرية على أنها ضرورية للحفاظ على الردع وتحقيق أهدافها في أي صراع محتمل ضد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو، في إشارة إلى مدى خطورة التهديد الذي تشكله موسكو للأمن العالمي.

 ويأتي هذا التقرير في وقت حرج تشهد فيه العلاقات بين الغرب وروسيا توترات متصاعدة على خلفية الحرب، إلى جانب مخاوف متزايدة من احتمال لجوء موسكو لاستخدام الأسلحة النووية ضد كييف أو الدول المجاورة الأعضاء في حلف الناتو؛ فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر في السابق من أن حلفاء أوكرانيا قد يخاطرون ببدء صراع نووي إذا واصلوا توسيع تدخلهم في الحرب الروسية الأوكرانية.

 وفي هذا الصدد، أقرت المخابرات الأمريكية بأن "عدم قدرة روسيا على تحقيق انتصارات ميدانية سريعة وحاسمة، إلى جانب الضربات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية، يواصل تأجيج المخاوف من احتمال لجوء بوتين لاستخدام الأسلحة النووية". 

كما أشار مكتب المدير الوطني للمخابرات إلى أن روسيا تواصل تطوير صواريخ نووية بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس حربية ذرية "مصممة لاختراق أو تجاوز الدفاعات الصاروخية الأمريكية".

 ووفقًا للتقرير، فإن روسيا "تعمل على توسيع وتحديث مجموعتها الكبيرة والمتنوعة من الأنظمة غير الاستراتيجية، القادرة على حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية، لأن موسكو تعتقد أن مثل هذه الأنظمة تقدم خيارات لردع الخصوم والتحكم في تصعيد الأعمال العدائية المحتملة، ومواجهة القوات التقليدية الأمريكية والحليفة"؛ وهو ما يعكس مدى الجهود المكثفة لتعزيز القدرات العسكرية الروسية على جميع المستويات.
 
ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، تكبدت القوات العسكرية الاوكرانية خسائر فادحة، سواء على مستوى عدد القتلى أو المعدات،كما أوضح المسؤولون الأمريكيون أن "القوات الجوية والبحرية الروسية ستواصل منح موسكو بعض قدرات النشر القوة العالمية". 
كما يلفت التقرير الانتباه إلى الخطط المشتركة بين روسيا والصين لإقامة محطة قوى نووية على سطح القمر خلال العقد المقبل، وهو ما يعكس تعاونًا وثيقًا بين البلدين في مجال التسلح النووي.  

 ويحذر التقرير من أن الصين وروسيا تأملان في تحقيق "الاستقرار الاستراتيجي" مع الولايات المتحدة من خلال "نمو قدراتهما من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة غير التقليدية المصممة لهزيمة أو تجاوز الدفاعات الصاروخية الأمريكية"، في تحد واضح للهيمنة العسكرية الأمريكية. وتشير هذه التقديرات إلى تصاعد التسابق النووي بين القوى الكبرى وسعيها لامتلاك ناصية القوة الردعية.